ورقة تقديمية حول واقع ومستقبل الدرس الفلسفي الجامعي بالمغرب، احتفاء باليوم العالمي للفلسفة 2016

(ندوة دولية تنعقد يوم 23 نونبر 2016، الكلية المركز، مدرج ابن خلدون)

 مر الدرس الفلسفي الجامعي بالمغرب بمراحل وأطوار متعددة بُعيد الاستقلال إلى مرحلة الترسيخ والتقوية بين فترة الستينيات والتسعينيات،  وصولا لمرحلة التعميم مع العقد الأول من سنوات الألفين. طيلة هذه المراحل لم يكن مسار الدرس الفلسفي هادئا وتقدميا دائم؛ فقد كان في تفاعل دائم، بإرادة أو من دونها، مع ما يعتمل في المجتمع من نزوعات سياسية وإيديولوجية، ومن قناعات ثقافية وأخلاقية. هذا التفاعل، الذي كانت تفرضه روح العصر، لم يكن دائما في صالح الدرس الفلسفي، على الأقل من جهة حاجة هذا الدرس لخلق مسافة مع السياسي والمجتمعي؛ مسافة تمكنه من تقوية  وتجريب أدواته  المعرفية والبيداغوجية الخاصة. اليوم، تغيرت الوضعية، وانحصرت نسبيا هيمنة الهم الإيديولوجي، وتراجع الحذر والتوجس العام الذي كان معلنا تجاه الفلسفة والفكر النقدي عموما، وهو ما تجسد عمليا في فتح شعب أخرى إضافية في عدد من المراكز الجامعية. على أن هذا الانفتاح والتحرر يطرح على المشتغلين في هذا المجال أسئلة وتحديات مختلفة عن تلك التي سادت لعقود، أو لنقل إن هذا الانفتاح يبعث من جديد أسئلة ظلت كامنة منذ البدايات، أسئلة من نوع : ما الذي نريده من دراسة الفلسفة ابتداء؟ ما الغايات التي يمكن أن نستقصدها من فتح شعب للفلسفة بالمستوى الجامعي في بلد مثل المغرب اليوم؟ ما الشروط الواجب تحققها لقيام درس فلسفي جاد؟ تنضاف إلي هذه الأسئلة الأولى أسئلة أخرى من قبيل : أي الفلسفات نحتاج تدريسها وبأية غاية؟ ما الكفايات المنهجية التي نحتاج أن نعتمدها في التدريس؟ ثم ما القناعات المعرفية والقيمية التي ينبغي أن نسعى لترسيخها ؟

أسئلة من هذا النوع وغيرها لا يمكن اقتحامها باعتماد التنظير الخالص فقط، بل يحتاج الأمر، من جهة أولى، لجرد موضوعي لما تحقق طيلة نصف قرن من الاشتغال، نجاحا وإخفاقا، كما يحتاج، من جهة ثانية، لبحوث مقارنة تستقصي وضعية هذا الدرس في تجارب أخرى قريبة منا أو بعيدة.

إن الاضطلاع بمجابهة قضايا مثل هذه،  هو وحده القادر على تمكيننا من صناعة درس فلسفي جامعي قوي، واع بشروطه وحدوده، وقادر على القيام بالتزاماته، وعلى الوفاء بالغايات التي من أجلها تم تأسيسه بالأمس، ولأجلها نشتغل اليوم .

نقترح أن تتمحور العروض المقترحة للمشاركة حول الأسئلة التالية:

  • ما الشروط الواجب تحققها لقيام درس فلسفي جاد؟
  • ما الذي نريده من دراسة الفلسفة؟
  • أي الفلسفات نحتاج تدريسها؟

تحضير : ذ. عادل حدجامي

affiche_ar